--------------------------------------------------------------------------------
في مقابلة مع ابراهيم موناصير - الكاتب العام لنقابة بحارة الصيد الساحلي -الجنوب
الثلاثاء 12 كانون الأول (ديسمبر) 2006
المناضل-ة عدد: 14
ابراهيم موناصير
مضت سبع سنوات على الضربة القاصمة التي تلقتها نقابة بحارة الجنوب، كيف تطورت الحالة الاجتماعيبة للبحارة مذاك ؟
بعد قمع معركة البحارة عام 1999 اثر اضرابهم الذي دام 45 يوما استمر أرباب العمل والدولة في هجومهم على كل مكاسب البحارة التي حققوها في اتفاقية 1998 : طرد البحارة من عملهم، ، الزيادة في كثافة العمل، والمعاملة المهينة، وعدم احترام توقيت دخول البحر، والاجهاز على حصص البحارة، وضرب مكاسب االبحارة خصوصا تلك التي تهم الحماية الاجتماعية .
الاستقرار في العمل
دافع البحارة خلال فترة 1998 و 1999 على الاستقرار في العمل كما دافعوا عن ايقاف السب والشتم وكل انواع المعاملة المذلة المنتشرؤة بالقطاع. كان استقرار العمل اول بند في الاتفاق الناتج عن اضراب 98. وارغمت المندوبيات على وضع اعلانات تهم هذه النقطة وتنص على عقوبات جزرية لمن يخالف من الربابنة نص الاتفاق.
العمل واوقات الراحة
يتمتع بحارة السردين دون غيرهم من بحارة الصيد بيوم راحة اسبوعيا تبدأ من صباح يوم السبت الى مساء او ليل يوم الاحد باكادير وسيدي افني ويوم الجمعة صباحا الى غاية يوم السبت مساءا او ليلا بطانطان والعيون .
غير ان هذه الراحة تحدف او تقلص وفق رغبات الربابنة وارباب المراكب، كما يمكن تشغيل البحارة خارج اوقات العمل، و في اشغال ليست من اختصاصاتهم - كترميم الشباك وافراغ السردين الموجه لمعامل دقيق السمك باليد بدل الات الافراغ - او تهم مراكب اخري لرب العمل.
اما مراكب الجر فلا يعرف البحارة اوقات الراحة الا في فترات اجراء الحساب، ورغم نضالنا لايقاف الطرد والحفاظ على استقرار العمل واحترام توقيت دخول البحر لم يعر ارباب المراكب والدولة اي اهتمام لمصير البحارة حيث يستتني بحارة الصيد من الراحة الاسبوعية وتحديد اوقات العمل.
كما ان هناك فئة مهمشة يجب التذكير بها وتعد من اهم العناصر التي ساهمت في انجاح كل اضرابات 97 و 98 وناضلت بما اوتيت في اضراب 1999 وهي فئة التلاميذ او ما يسمى بالموس، هذه الفئة التي تشتغل في ظروف جد قاسية ودون وسائل العمل، وهي التي تقوم بافراغ حمولة الصيد الموجهة للمعامل التصبير من "العنبر"، وجلها محروم من الحماية الاجتماعية.
الاجــــــــــــــــور:
شهدت اجور البحارة تدهورا ملحوظا خصوصا بعد هزيمتهم عام 1999، حيث انخفظت الى اكثر من النصف، فتفتقمت حالتهم الاجتماعية. ولكي يدرك القارئ-ة حجم هذا التدهور لابد من توضيح عناصر هذا الاجر، والمراحل التي يمر منها موضحين في نفس الوقت تأثيره على الحماية الاجتماعية للبحارة، اذ انه عنصر اساسي في تحديدها .
يتقاضى البحارة اجورهم اما بالحصة (الصيد الساحلي ) او بالأجر زائد نسبة مئوية ، او باجر شهري بقطاع الصيد في اعالي البحار .
لكن على العموم اجور البحارة زهيدة، مما يجعلهم فقراء لا يستطعون مقاومة الازمات التي تلحقهم في فترات قلة السمك او في فترات الراحة البيولوجية
بحارةالصيد الساحلي
يتقاضى بحارة الصيد الساحلي اجورهم بالحصة وما يسمى الفاقيرا وكلاهما مرتبط ببيع محصول الصيد
بيع المحصول
الفاقيرا هي بيع محصول الصيد او جزء منه وتوزيعه مباشرة دون ان يمر عبر لكرياج AGREAGE
[لكرياج: هو مصلحة بالميناء مشرفة على كل مايتعلق ببيع السردين، حجمه وثمنه وعلى عملية المزاد وهي تابعة للمكتب الوطني للصيد البحري وهو الوسيط في بيع محاصيل صيد مراكب السردين بين ارباب المراكب والمشترين سماسرة وارباب مصانع التصبير، ويقوم بضبط الاسعار] اوسوق السمك. والغاية تأمين دخل يومي للبحار في انتظار حساب الحصص.
كانت كمية سمك الفاقيرا لا تتجاوز طن اوطنين من السردين او بضعة صناديق، أي انها كانت استثناء، لكنها اصبحت هي القاعدة. فتحت غطاء الفاقيرا ازدهرت السوق السوداء في كل الموانئ، ومعها الفساد والسيطرة المطلقة لسماسرة الموانئ وارباب المصانع بتواطؤ مع ارباب المراكب والجهات المسؤولة عن عمليات البيع .
و كانت هذه الفاقيرا توزع على الشكل التالي
50% للبحارة و50% لأرباب المراكب بالنسبة للجيابات
اما بالنسبة لمراكب السردين فتوزع 60% بالنسبة للبحارة و40% لارباب المراكب، وفي نهاية الثمانينات غير ارباب العمل طريقة التوزيع بالنسبة للسردين واصبح تقسم مناصفة بمبرر ان رب المركب لا يستفيد من منحةالشباك وتقدر ب 10% من مجمل المبيعات لفائدة ارباب مراكب السردين.
بينما في الجيابات حافظ ارباب الجيابات على نفس التقسيم، لكن منهم من يقتطع للبحار ما اخذه من الفاقيرا،انها سرقة فعلا.
حصص البحارة
يمر تحديد هذه الحصص عبر مراحل متعددة :
ثمن السمك والسردين
تحديد ثمن السردين الموجه لمعامل التصبير:
قامت نقابة بحارة الصيد الساحلي باضراب دام اكثر من 40 يوم حول مطلب رفع ثمن السردين وتم تحقيق هذا المطلب وذلك برفع ثمنه ب 0.30 في الموانئ الجنوبية . كما تم الاتفاق على رفعه بشكل دوري
غير ان ثمن السردين الموجه لمعامل التصبير لم يرتفع بعد 1998 الا مرتين سنة 2005 ب 0.20 سنتيم وسنة 2006 اثناء اضراب ربابنة الصيد الساحلي ب0.20 سنتيم.
اما اثمنة الاسماك السطحية الصغيرة الاخرى ك"الانشوا" و |الانشا" فتباع بأثمنة بخسة نتيجة سيطرة الوسطاء وارباب المعامل على السوق بل يتم التراجع عن الثمن المحدد في "الدلالة" المزاد.
يقوم المكتب الوطني للصيد عبر ما يسمى بالكرياج بالسهر على بيع ووزن كل حمولات السردين سواء الموجهة لمعامل التعليب او الموجهة لمعامل دقيق السمك
لكن هذا الوزن غير صحيح نظرا لكمية الملح والثلج المقتطعة 2 كلع التلج و5% من الملح لكل صندوق وخصم وزن الاكياس حيث تتم سرقة اطنان السردين عبر هذه العملية .
انتزع البحارة باضراب 1998 خفظ وزن التلج والملح وعدم احتساب صناديق قام بحارة الصيد بموانئ العيون وطانطان بخلق لجن للسهر على كل عمليات البيع وقاوموا تهديدات الدولة والوسطاء . وكانت تجربة مهمة في رقابة البحارة لانتاجهم رغم القضاء عليها سنة 1999 .
اما محصول الجيابات فتشهد عملية البيع تلاعبات عديدة : كالتصريحات الزائفة بنوع السمك او بالكمية داخل الميناء او اتناء نقل المحصول من ميناء الى ميناء .
حصص البحارة
عناصر تحديد الاجر
توزع الحصص بين البحارة ورب المركب بعد خصم الصوائر المشتركة
حددت هذه الصوائر في اتفاق اضراب 1998 في مايلي :
الكازوال والزيوت ، راديو ، المؤونة، االقصب ، السلال ، الشفون ،غير ان ارباب المراكب لم يحترموا هذه اللاائحة وحافظوا على ما يسمى بالمختلفات، ليحشروا فيها ما ساؤوا ويسلبوا البحارة جزءا من دخلهم.
ارتفع سعرالكازوال بشكل مهول في الاشهر الماضية حيث بلغ سعره 6600.00 درهم للطن الواحد باكادير 7000.00 درهم بالعيون، وهذا ما زاد من حجم مبالغ الصوائر المشتركة . ورغم الانخفاظ الذي عرفه الان حيث يتراوح سعر الكزوال ما بين 5000.00 و 6000.00 درهوم لم يؤثرهذا على حجم هذه الاخيرة .
- المختلفات : تعني بصريح العبارة كل انواع الرشاوي التي تعطى اتناء العمل لجهات عديدة تنهب القطاع، وقد ناضلنا من اجل حذف هذه المختلفات وخفضنا قيمتها، ورغم موافقة ارباب المراكب على حذفها في اتفاق اضراب 1998 عادوا الى احتسابها بشكل مثير وهي تتضمن بالاضافة الى الرشوة مصاريف لا علاقة لها بالصوائر المشتركة كأداء مكالمات الهاتف المتنقل للربان او رب العمل التي تصل الى مليون سنتيم وما فوق .
كل هذه العوامل خفضت دخل البحار بنسبة النصف. يقيس البحارة نتاج توزيع الحصص بمبلغ المبيعات الخام، أي قبل الاقتطاعات( ضرائب،ضمان اجتماعب ،الخ). وقد كان دخلهم يصل قبل هزم اضرابهم في 1999 الى معدل 100 درهم عن كل 10 الاف من المبيعات الخام .اليوم انخفض هذا المعدل الى 50 درهم.
اجراء الحساب
يقوم ارباب المراكب باجراء الحساب للبحارة عبر مكاتب مسك الحسابات.
توجد منها بالجنوب خمسة مكاتب رئيسية،وهي تجري الحساب وفق ارادة ارباب العمل وتتقاضى عمولة مقابل تلك الخدمات و تقدر بنصف حصة يؤدي منها البحارة الربع و ورب المركب الربع الاخر .
طالبت النقابة سنة 1999 بمكاتب مستقلة لاجراء الحساب لان ماسكي الحسابات غير مستقلين عن ارباب العمل بل منهم من هو رب مراكب ، وفي حالة النزاع يعرض الامر على المندوبيات الجهوية للشؤون البحرية لحل المشكل، وفي أغلب الاحوال يكون حل النزاع لصالح ارباب المراكب، بل يستتبع هذا النزاع طرد جميع البحارة المطالبين بحقوقهم .
لا يمكن للبحارة ان يطالبوا ماسكي الحسابات باجراء الحساب الا باذن ارباب العمل ، لذا ناضلت النقابة لتكسير هذه القاعدة وحققت في اتفاق 98 تقليص مدة اجراء الحساب وحددتها في اربعة اسابيع .بعد ان كانت هذه المدة تتجاوز شهرين، وحتى في كل مناسبة عيد ديني، ورجعت الحالة الى ما كانت عليها بعد هزيمتنا سنة 1999 .
كما ذكرنا من قبل ان عنصر الاجر (الحصة ) له تأثير كبير على الحماية الاجتماعية حيث يأخد بعين الاعتبار في تحديد التعويضات التي يستفيذ منها البحار المعني .
اشكال الحماية الاجتماعية الهشة
صناديق الاغاثة
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
التامين الاجباري عن المرض
حوادث الشغل والامراض المهنية
صناديق الاغاثة
احدث صناديق الاغاثة لضمان تعويض للبحارة العاطلين او المصابين او عائلتهم في حالة الوفاة ، لكن هذه الصناديق رغم الاموال الطائلة التي تحصدها منذ نشأتها( يقتطع كل صندوق 0.50% من مجمل المبيعات الخام لكل المراكب التابعة لجهته) الى حدود الان لم تعوض البحارة العاطلين بل تعطي صدقات للمتقاعدين او أصحاب العاهات او المعاشات
كما تتميز بتسيير لا ديمقراطي وخرق للقانون حيث تسير بظهير 58 المنظم للجمعيات بدل ظهير 63 المنظم للتعاضديات.
يقدم صندوق الاغاثة باكادير معاشا لا يتجاوز 500 درهم و 1000 درهم بطانطان مرتين قي السنة. ويسيطر على هذه الصناديق ارباب مراكب الصيد بتزكية من المندوبيات الجهوية للصيد.
ناضلت النقابة لاصلاح صناديق الاغاثة لصالح البحارة ، خصوصا في سنوات 98 و 99 حيث فرضت على صندوق الاغاثة باكادير رفع قيمة التعزية من500.00 الى 5000.00 درهم على سبيل المثال ضحايا مركب الجيد وسناء وازكاني ...الخ ، و ناضلت ايضا من اجل تسهيل الاجراءات الادارية للاستفادة . كما ناضلنا من اجل دمقرطتها وتغيير قوانينها الاساسية بقانون التعاضيات و ارجاعها للبحارة. وقاوم النقابيون اغراءات ارباب العمل كاقتراح تشغيل عضوين نقابيين بصندوق اكادير مقابل أجر من اجل الكف عن المطالبة بتطبيق ظهير التعاضيات.
لم نستطع خلال فترة الصراع الذي دام ثلاث سنوات دمقرطة هذه الصناديق لان الدولة تخشى ان نلحق هزيمة ثالثة بارباب العمل بعد تعاضدية برايس والضمان البحري، و أن يتعلم البحارة تسيير صندوقهم بشكل ديمقراطي والكشف عن خبايا هذا الصندوق ، وتأثير هذه التجربة على بقية الطبقة العاملة.
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
يقتتطع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من مداخيل مبيعات المراكب، بنسية 6% لمراكب صيد السردين و 4.65 % لمراكب الجر.
حددت هذه النسب بشكل اعتباطي دون مراعات الفصل 20 من قانون الضمان الاجتماعي .الذي يلزم ارباب العمل على اداء اشتركات التي تهم التعويضات العائلية لوحدهم وان يتحملوا 2/3 في مايهم نسب اشتراكات التعويضات المتبقية .
ان البحارة يؤدون اكثر من ارباب المراكب الصيد في ما يهم الاشتراكات، و الطامة الكبرى هي ان الاقتطاعات تقوم بها مصلحة المكتب الوطني للصيد بينما التصريحات يقوم بها ارباب المراكب عبر ماسكي الحسابات بعد اجراء الحساب .
اما اقتطاعات التامين الاجباري عن المرض فاخذت نفس المنحى، حيث تقتطع من مجمل مبيعات السمك بنسبة 1.50 % لمراكب السردين و 1.20% للجيابات.
يصرح ماسك الحساب بحصص البحارة بعد اجراء الحساب وخصم كل الصوائر المشتركة (خلل في التصريحات لان الحساب يجرى أربع مرات في السنة على الاكثر ومن المفروض على ارباب المراكب التصريح شهريا).ونجد فرقا كبيرا بين ما تم خصمه من فوق وبين التصريحات الهزيلة المعتمدة على الحصص الهزيلة خصوصا بعد غلاء الكازوال وتضخيم الصوائر المشتركة.
التعويضات العائلية
حرم جل البحارة من هذه التعوبضات بفعل اقدام الضمان الاجتماعي بتغيير الحد الأدنى من الاجر المصرح به المخول للاستفادة من هذه التعويضات، حيث رفعه في فاتح ابريل عام 2002 من 80 درهم شهريا (960 درهم سنويا) الى 500 درهم شهريا (6000 سنويا). دخل البحار غير القار وطريقة التصريح عبر مكاتب الحساب جعلا كثيرا من البحارة لا يستوفون الشرط.
اما بالنسبة للتعويضات قصيرة الامد وطويلة الامد سيحرم منها معظم البحارة أثناء عملهم وكذا أثناء تقاعدهم،
فالبيع في السوق السوداء الذي يعادل نصف محصول الجيابات وكل المحصول في فترات صيد مراكب السردين باكادير يؤثر على التعويضات المقدمة من طرف مؤسسات الحماية الاجتماعية
معاش الشيخوخة
يحرم معظم البحارة المصابين بامراض غير الامراض المهنية و غير حوادث الشغل .من الاستفادة من معاش الزمانة حيث يشترط الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في الباب الخامس الفصل 47 من قانون الضمان الاجتماعي ضرورة توفر العامل على الف وثمانين يوما من التامين على الاقل منها مائة وثمانية ايام خلال الاثني عشرة شهرا المدنية السابقة لبدايبة العجز
ويعفى من هذا الشرط (شرط التمرين) المصاب بحادث على ان يكون التامين مفروضا عليه في وقت الحادث .
اما عن راتب الشيخوخة فهو يشترط 3240 يوما من التصريح على الاقل كما ان جل البحارة في حالة توفرهم على هذا الشرط فلن يستفدوا الا من 50% . كما تعرض تقاعد البحارة لتقليص بفعل تغيير قاعدة حسابه سنة 2004. وذلك برفع عدد السنوات التى يحتسب على اساسها المعاش من 3 او 5 سنوات ( افضلهما) الى 8 سنوات.
وسيتقضى معظمهم500.00 درهم شهريا كحد ادنى المقرر في القانون ولن يستفدوا من التامين الاجباري عن المرض في حالة تقاعدهم نظرا لعدم بلوغهم المبلغ القانوي للاستفادة من هذا التعويض ..
التامين الاجباري عن المرض :
نفس الحالة سيعرفها هذا التعويض : فرغم ان الاقتطاع لفائدة هذا التأمين يتم في جميع الاحوال من المبيعات، لن يستفيد البحار بالضرورة لان المبالغ التي تصرح بها مكاتب الحسابات كدخل للبحار هزيلة وغير منتظمة. وهذا ما سيلقي بالبحارة في فئة الذين يصنفهم التأمين عن المرض كمعوزين. اننا كبحارة نرفض اضافة اي تامين يضرب مجانية الصحة لعموم الجماهير الشعبية كما نطالب بعدم خوصصتها. وقد جسدنا ذلك عمليا في محاربة ما سمي الضمان البحري والانتصار عليه ، لكن نحن مستعدون للنضال سويا مع الاطارات النقابية الأخرى للمطالب بتأمين كافة العمال لكن هذا لا يتأتى الا وفق نظرة و خطة شمولية لمطالب الصحة والحماية الاجتماعية.
االتامين عن حوادث الشغل والامراض المهنية
يعرف قطاع الصيد الساحلي حوادث شغل كثيرة ومهولة خصوصا الغرق الذي يخلف ماسي اجتماعية. ويكفي تصريح مصالح إلانقاذ بالبحر التابعة لوزارة الصيد البحري بفقدان 72 بحارا خلال سنة 2002 ، وكون 90 % من حوادث البحر تقع في قطاع الصيد.
ورغم اعتراف الدولة بان اسباب هذه الحوادث سوء الاحوال الجوية وسوء الحالة التقنية للمراكب فانها لا تقوم باي شيء لمعالجة هذا المشكل ويكفي ان نقابتنا طالبت منذ 1998 بمستشفى عائم لتسهيل التدخل اثناء الحوادث لكنها لم تستجب لهذا المطلب الى حدود الان.
ويستتبع ضعف وقاية البحارة الصيادين ضعف التامين ضد حوادث الشغل اولا لان التعويض الذي يقدمه هذا التامين لعموم العمال تعويض جزئي لايغطي الضرر كله، كما انه يعتمد على عنصرين في تحديد مقدار التعويض هما نسبة العجز و الاجر ، وفلسفته هو تقليص مامكن من قيمة التعويضات، رغم الاصلاحات التي ادخلت عليه مؤخرا كالزيادة في قيمة التعويضات اليومية (رفعت خلال 28 يوم الاولى من نصف معدل الاجر الى الثلثين ) بالنسبة للمصاب .
لذا تتضرر عائلات البحارة في حالة اصابتهم أووفاتهم نظرا للايرادات الضعيفة جدا والتي لا يحصلون عليها الا بعد سنوات من الحادث نظرا لطول المساطر وتعقيداتها.كما أنها تنقص في حلة الوفاة عندما يتجاوز الاطفال سن القانوني للاستفادة(السقف محدد مابين سن السادس عشر والواحد العشرون في حالة الدراسة) .
وفي سنة1998 حققت نقابتنا مكاسب بعد غرق مركب الجيد حيث فرضت على الجهات المسؤولة عن القطاع والتأمينات تسهيل الاجراءات الاولية كقبول الملف فور وقوع الحادث دون انتظار ظهور جتث الضحايا حيث كانت عائلات الضحايا تنتظر شهورا لقبول الملف في حالة العكس.
ماذا كانت اشكال قمع 1999 وما اثارها على استعداد البحارة النضالي؟
قامت الدولة غداة اضراب 1999 بمحاكمة 6 نقابيين
ثلاثة باكادير وثلاثة بالعيون بالفصل 288 من القانون الجنائي
وضع محاضر متعددة لنقابيين واستدعائهم الى مركزالشرطة اكادير
منع التنقل بين الموانئ ومنع دخول البحارة المناضلين اليها
طرد مئات من العمل
طرد النقابيين من ميناء الدار البيضاء
تدخل قوات القمع بالقوة لفك اعتصام البحارة بميناء اكادير، سقط فيه جرحى عديدون
تهديد البحارة داخل مقر النقابة بميناء اكادير
اغلاق مقر النقابة من طرف ارباب العمل والسلطة
ووقف اشتراكات البحارة لفائدة نقابتهم رغم انها تخصم من 60% الخاصة بالبحارة
لم يؤثر القمع المباشر للبحارة على كفاحيتهم بقدر ما أثر على عناصر "قيادية" حيث تواطأ البعض مع الاتحاد المحلي باكادير للاتحاد المغربي للشغل والسلطة وزوروا مكتب نقابة اكادير سنة 2000 وتاسيس مكتب نقابي صوري بالعيون.
أما البعض الأخر من اعضاء المكتب اتخذ موقف الحياد غير ان هذا الحياد لم ينفع الا ارباب العمل والسلطة .والبعض الاخر ذهب الى نقابة رجعية . باختصار انهار جزء من المكتب النقابي، وظلت القاعدة العريضة من البحارة وفية للجزء الاخر من القيادة التي ظل وفيا لنضال البحارة، ولتضحية مؤسس نقابتهم المناضل العمالي عبد الله موناصير.
قمنا بجولات متعددة عبر موانئ الجنوب سيدي افني، طانطان، طرفاية،العيون
كما وزع المكتب عدة بيانات تطرح عدة قضايا تهم البحارة كموقف نقابتنا من تخفيض ثمن السردين الموجه لدقيق السمك.
لنقابة البحارة رصيد شعبية كبير لدى البحارة، لكن القمع بطرد المئات يواصل مفعوله أي انه يمنع تحول التعاطف مع النقابة الى فعل نضالي. وطبعا لا يمكن التنبؤ بالنقطة التي ستفيض كأس غضب البحارة، ودورنا ان نبقى منصتين لنبضهم، و حفز ادنى تحرك لاعادة استنهاض القوة الكفاحية.
معلوم أن ارباب العمل دفعوا الى شق صفوف البحارة بعد قمع 1999 بخلق "نقابة" زائفة ، فكيف تم الترويج لها وما صداها عند البحارة ؟
لم يكن لنقابة الخونة اي صدى وسط البحارة، ولا يستقبلون في الموانئ الا بالاستهجان والشتائم من طرف البحارة. وهذا ما بينته الاحداث التي تلت خلق المكتب المزور توافد البحارة على مقر النقابة المتواجد بسوق السمك بعد خروج الكاتب العام من السجن ماي 2000 .لكن خوف السلطة وأرباب المراكب من تطور لقاءات البحارة و اتحادهم من جديد جعل رئيس نقابة ارباب مراكب الصيد الصناعي والسلطة المحلية يهجمون على مقر البحارة واغلقوه، .كما منعت قوات القمع مئات البحارة من التظاهر في فاتح ماي 2001
ان الباترونا والسلطة منذ بداية عمل المكتب المزور وفروا له كافة الامكانيات المادية للعمل
و منح التفرغ لعنصرين، و اعطاء مقر جديد بالميناء للخونة في مكان استراتيجي يمر منه كافة بحارة الصيد الساحلي اثناء الذهاب للعمل او الاياب. كما تفتح الادارة ابوابها للخونة لرفع شأنهم عند البحارة. لم يلق هذا المكتب اي صدى وهذا ما بينته الاف التوقيعات التي تستنكر هذا المكتب المزور وتعلن تشبتها بالمكتب الحقيقي .
لم يقف ارباب المراكب عند هذا الحد بل حاولوا جر البحارة الى خلق جمعيات تخدم مصالحهم بكل من طانطان و العيون ملحين على الابتعاد عن أفكار موناصير.
بارك الجهاز المحلي للاتحاد المغربي للشغل محاولة شق صف البحارة هذه، فهل شكل ذلك بادرة ام انه يندرج في تاريخ من التواطؤ مع اعداء العمال؟
ليس بجديد ان يساهم ما يسمىالاتحاد المحلي للاتحاد المغربي للشغل في محاولات تحطيم نقابتنا، إذ حاول منذ اغتيال الشهيد عبد الله موناصير دعم العناصر المتدبدة في صفوف المكتب النقابي ، واستنكار كل الاضرابات التي قامت بها نقابتنا، بل كان حضوره في المفاوضات نادرا وعديم الجدوى . وكانت نقابة بحارة الصيد الساحلي خلال فترة 98 و99 في صراع دائم بين عناصر الاتحاد المحلي حول المشاكل التالية :
*حول المسار الذي ستمر به مسيرة فاتح ماي 1998 رفض الاتحاد المحلي المسار المقترح من نقابتنا بمبرر ان السلطة لا تقبل الا المسار المحدد من طرفها .
*كانت معركة المعطلين - بدات يوم 21 غشت وتوقفت بداية شهر نونبر- التي تزامنت مع اضراب البحارة شتنبر 1998 والذي دام 45 يوما- احدى اهم نقاط الخلاف بيننا والاتحاد المحلي باكادير و حول دعم البحارة لهذه المعركة ماديا ونضاليا .
* حول تاسيس مكاتب صورية داخل الاتحاد المغربي للشغل بغية كسر نقابات مناضلة:
حالة معمل تعليب السمك FMCA ، حيث تأسس مكتب في اطار الاتحاد المغربي للشغل خلال معركة العمال المنضوين تحت لواء كدش سنة 1998 من طرف رب العمل ورؤساء العمال.
اسس مكتب نقابي للوكالة المستقلة للنقل الحضري ضد النقابة المناضلة لعمال الوكالة وصل هذا النزاع حد التهديدات بالضرب .
* معركة سوجتراف فرضت النقابة ولاول مرة على الاتحاد المحلي عقد مجلس نقابي للتضامن مع عمال سوجتراف غير ان الاتحاد المحلي اقحم نقطة تشغيل ابن عضو في الاتحاد المحلي ضد عمال الدوكيرات . قصد التشويش على الموضوع الاساسي وهو معركة سوجيتراف التي اندلعت اثر اغلاق الشركة
طرد "الاتحاد المحلي" هؤلاء االعمال من الاعتصام بمقر الاتحاد المغربي للشغل بعد ان طردهم الباترون .
ليست هذه الا بعض فضائح الاتحاد المحلي للاتحاد المغربي للشغل في اطار خطته الشاملة لضرب اي بادرة نضالية للعمال ، وقد اخبرت نقابتنا المركزيةالنقابية بجزء من هذه الفضائح في رسالة مفصلة وذلك بتاريخ 11 سبتمبر 1999 .والتي طالبنا فيها الامانة العامة للاتحاد المغربي للشغل التدخل لوقف تشويه سمعة الاتحاد المغربي للشغل
ما هي بنظرك شروط نهوض جديد لكفاحية بحارةالصيد الساحلي ؟
شروط نهوض البحارة أحسن بكثير مما كانت عليه سابقا رغم التجربة المريرة التي مروا منها.
فالمناضلين الذين قادوا المعارك لهم سمعة طيبة لدى عموم البحارة رغم كل الشائعات التي روج لها أعداؤهم من ارباب عمل وخونة واتحاد محلي ام ش، ليس على صعيد قطاع الصيد الساحلي فحسب بل أيضا بحارة قطاع الأعالي وهذا واضح في الترحاب الذي تلقيته في احدى التجمعات الكبيرة لهذا القطاع اثناء الاضراب ، اذا لن نحتاج الى تلك الجهود التي بدانها في بداية التسعينات، وان مشاكل القطاع تتفاقم يوما عن يوم، وليس لدى البحارة اي حل سوى النضال ، لكن تقاليد القطاع فيها ما هو سلبي مثل الركون الى القيادة وبشكل مشخص، وقد عانينا منه بقوة اثناء النضالات لانه يحد من اقدام البحارة ومبادراتهم، اذ عودتهم النقابات قبل 1997 الانقايد للزعيم.
لذا يجب على المناضلين الذين أنجبتهم التجربة أن يصححوا استنتاجات البحارة الخاطئة وفهم الدروس الحقيقية للهزيمة، انداك بشكل مباشر ستنبعت مجددا الشرارة الجديدة دون ان ننسى ان القاعدة تتجدد فهناك نسبة من البحارة لم يعايشوا المعركة التحقت بالقطاع ويجب الاهتمام بها.